استمر الحال قرابة السنتين , حيث زحف الطليان الى الجنوب بآلاف المجندين الليبيين والارتريين تدعمهم الالات و الدبابات والطائرات , واستخدموا الغازات السامه و كل محرم في الحروب , هنا ارتحل المجاهدون الى الجزائر في مراحيل بطش بها الجوع والعطش في الصحراء المقفره , واستشهد مئات المجاهدين باسرهم عطشا , وعلى رأسهم المجاهد عبدالنبي بالخير , وتولى قيادة مراحيل المجاهدين من ورفله بعد استشهاده كل من علي شاهين و عبدالهادي زرقون , حيث قادوا هذه المراحيل و اوصلوها الى تونس , حيث توزعوا هناك طلبا للرزق , وبعد الحرب العالمية الثانية و خروج الطليان من ليبيا ... عاد المجاهد عبدالهادي زرقون الى وطنه و استقر في بني وليد , وفي عام 1973 التقيت به ليحدثني عن معركة القرضابية التي كنت اعد تحقيقا صحفيا عنها , وكان معي مجموعة من المجاهدين في منزل الشيخ يونس عبدالنبي بالخير , الا ان عبدالهادي رفض الحديث و رفض مرافقتنا الى القرضابية الا ان يذهب وحده معي او يذهب الاخرون معي وهو لا يذهب .
اعتذرت له بأنني لا استطيع ان امنع هؤلاء الشيوخ من المشاركه في الرحلة حسب رغبته , فبقي في بني وليد و رفض مرافقتي , و هكذا افترقت مع الشيخ عبدالهادي الذي علمت فيما بعد ان الشيوخ الذين كانوا معي على انهم من المجاهدين كان بعضهم ممن تعاون مع الطليان , وهذا سبب رفض عبدالهادي مرافقتهم وهو يعرف تاريخهم , وفي اوائل الثمانينات توفي الشيخ عبدالهادي رزقون عليه رحمة الله و دفن في بني وليد .
المصدر ... الدكتور / محمد القشاط .
0 التعليقات:
إرسال تعليق